هل يمكن لمشاعر الذنب الأخلاقية أن تكون موضوعية؟

إن الشعور بالذنب الأخلاقي هو تجربة عالمية – ذلك الشعور الداخلي أو بأننا ارتكبنا خطأً ما. إنه الشعور بتجاوز الحدود، وانتهاك القانون، مما يجعل المرء يتساءل عما إذا كنا مذنبين حقًا. لكن هل هذه المشاعر مجرد مشاعر؟ مجرد تجربة ذاتية؟ اضطراب معرفي؟ لخبطة؟

هل الشعور بالذنب هو مجرد الشعور بالذنب فقط؟

حسنا ذلك يعتمد على نوع الشعور بالذنب. يمكن لأي شخص أن يشعر بالذنب ولا يكون مذنب، أي الذنب الزائف، بينما أيضًا يمكن أن يكون الشخص مذنب ولا يشعر بالذنب. قد يكون هذا نتيجة لضمير مخدر، أو جهل أخلاقي، أو مستوى معين من الاعتلال النفسي، أو أيًا كانت الحالة. في حالة شعورنا بالذنب، كيف يمكننا أن نعرف ما إذا كانت مشاعرنا موضوعية؟ الجواب بسيط بشكل مدهش. يجب أن نبحث عن رابط مماثل بين مشاعرنا بالذنب وأفعالنا الأخلاقية. على سبيل المثال، إذا شعر ستيف بالذنب لأنه سرق بنكًا محليًا ولم يفعل ذلك أبدًا، فهو لا يشعر بالذنب الموضوعي، ولكن بحالة سيئة من الذنب الزائف. ومع ذلك، إذا شعر ستيف بالذنب لأنه سرق بنكًا لأنه فعل ذلك، فإن مشاعر الذنب لديه تكون موضوعية حيث أن مشاعره تتوافق مع الواقع. وبعبارة أخرى، هناك رابط مماثل. توافق موضوعي. السبب الذي يجعل ستيف يشعر بالذنب هو أنه مذنب.

لسوء الحظ، بعض الناس ينسبون المشاعر بشكل خاطئ إلى الغير موضوعية الذاتية، في حين أنهم يزعمون أن السبب الوحيد هو الذي يمكن الاعتماد عليه هو بشكل موضوعي. هذا ليس خطأ فقط. إنه ساذج، ساذج حقًا.

مثلما يمكن لعقلنا أن يقدم أفكارًا مفيدة منطقيًا سواء كانت صحيحة أو خاطئة، موضوعية أو ذاتية، كذلك يمكن لمشاعرنا أن توفر أفكارًا مفيدة عاطفيًا والتي تكون أيضًا إما صحيحة أو خاطئة، موضوعية، أو ذاتية. لذلك، من الخطأ الواضح أن نفترض أن كل مشاعرنا ذاتية ولا يمكنها تقديم معلومات موضوعية. تمامًا كما أنه من الخطأ الواضح أن نفترض أن عقلنا يقدم أفكارًا حقيقية فقط وأنها موضوعية دائمًا.

المشاعر ليست كلها سيئة.

في حين أن مشاعرنا يمكن أن تضللنا بالتأكيد، إلا أن لديها أيضًا القدرة على جذب انتباهنا جديًا، وهذا ينطبق بشكل خاص على الشعور بالذنب. من وجهة النظر المسيحية للعالم، فإن مشاعرنا بالذنب هي طريقة الله لجذب انتباهنا. مثل ضوء الفحص للمحرك تهدف هذه المشاعر إلى تنبيهنا إلى الحقيقة الموضوعية المتمثلة في أننا فشلنا في الوفاء بالتزاماتنا الأخلاقية. أننا أساءنا إلى مُشرع قانون الأخلاق. أننا قطعنا علاقتنا معه ونحتاج إلى إصلاح أخلاقي. ولكن من حسن الحظ أن الله لم يتركنا دون علاج. هناك طريقة لتفريغ ذنبنا. وهذا الطريق هو من خلال المسيح. من خلال كفارته، يمكن للمؤمنين أن يعترفوا بخطاياهم الأخلاقية ويطلبوا المغفرة، ثم يختبروا بعد ذلك المغفرة عن أفعالهم المذنبة أخلاقياً بشكل موضوعي، بينما يتوقعون أيضاً أن تهدأ مشاعر الذنب لديهم بسبب محبة المسيح الكفارية ونعمته.